كتب الدكتور Greg Baer كتابا بعنوان الحب الحقيقي يعالج فيه موضوع العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة. يقول الدكتور Baer في كتابه:
"أكثر من أي شيء في العالم، نحن نرغب السعادة الحقيقية، والإنسان يكون سعيدا حقا عندما يشعر بالمحبة الحقيقية تجاهه، محبة دون شروط. تحدث الدكتور Baer عن هذا الموضوع في مقابلة مع إحدى الإذاعات فقال: إن معظمنا يدخل في علاقة عاطفية مع شخص آخر وهو يلبس قناعا يخفي عيوبه الشخصية التي يعتقد أن من شأنها أن تبعد الشخص الآخر عنه. وهذا يحدث من جانب الطرفين. وهكذا قد تبدأ علاقة عاطفية وهي للأسف مبنية على توقعات وهمية بسبب عدم صدق الطرفين أحدهما مع الآخر.
يكمل الدكتور Baer كلامه قائلا: إن أردت أن تحتفظ بعلاقة عاطفية سعيدة وطويلة المدى، فعليك أولا أن تكون شفافا مع الشخص الذي تتعرف عليه. لا تخفي عيوبك ونقاط الضعف في شخصيتك. فلن تستطيع أن تحتفظ بالقناع طويلا، إن عاجلا أم آجلا، لا بد أن تظهر للشخص الآخر حقيقة شخصيتك، وهنا تبدأ المشاكل التي غالبا ما تؤدي الى إنهاء العلاقة. يقول الدكتور Baer، كن صادقا في كل شيء من البداءة، وحين تجد شخصا يحبك كما أنت، حينئذ تعلم أنه سيبقى معك طول العمر.
رنت هذه الكلمات في أذني وأنا أستمع الى المقابلة على الراديو. حين تجد شخصا يحبك كما أنت... حين تجد شخصا يحبك كما أنت...، ثم افتكرت في إمرأة قرأت عنها، إمرأة تزوجت خمس مرات وهي تبحث عن الحب الحقيقي دون أن تجده، ثم قبلت أن ترتبط برجل دون أن يتزوجها، إذ كانت في أمس الحاجة الى الحب والحنان.
هذه هي المرأة السامرية التي أتت في الظهيرة لتملأ جرتها ماء. تجنبت أن تأتي في الصباح الباكر أو مع غروب الشمس، إذ كان الجميع يتجنبها، يعيّرها ويشمت بها، لكنها أتت ظهرا، مفضلت بالحري حرارة الشمس اللاسعة عوضا عن نظرات وكلمات الناس القاتلة. وهكذا كانت تأتي كل يوم وحدها لتملأ جرتها ماء. لكن لم يكن ذلك اليوم كباقي الأيام، فلدى وصولها الى البئر وجدت الرب يسوع المسيح هناك. لم يأتي ليدينها، أو يشمت بها... لم تكن بحاجة أن تكشف له عن ماضيها وخطاياها، إذ كان يعرف كل عيوبها، ورغم ذلك أحبها... قال الرب يسوع: لا يحتاج الأصحاء الى طبيب بل المرضى، لم آتي لأدعو أبرارا بل خطاتا الى التوبة... لقد كسب قلبها إذ أظهر محبته وحنانه لها. عندما تقابلت مع المسيح، تغير كل شيء. لم تعد تخجل من الناس ، لم تعد تخجل بخطاياها، إذ كان قد غفرها كلها... بل ركضت الى بلدتها لتخبرهم عن الذي وجدته... لقد وجدت من قَبِلَها بالرغم من كل سيئآتها...
عزيزي، أدعوك أن تتأمل مليّا في هذه الكلمات من الكتاب المقدس: ولكن الله بين محبته لنا، إذ ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا.
فهل وجدته، وهل قبلته، إنه أعظم حب في الوجود، إنه أعظم ما قدمه الله للإنسان. وهل إختبرت غفرانه ومحبته.