لاتحتقر محبتي<<بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه>>
(مز 2:96).
يابني :
محبة أبدية أحببتك , فحفظتك من شرور كثيرة كانت تحيط بك , وسكبت عليك من نعمتي ومن خيراتي رزقتك ,وهبتك الحكمة , قدتك في أمور عسيرة , دبرت أمورك , جعلتك فرحا ً سعيدا ً قويتك في الضعف ومن مآزق كثيرة أخرجتك ,
علمتك...نصحتك ...أرشدتك...!!
هذا كله لاشيئ أمامي , محبتي تلزمني أن أعمل هكذا من أجلك .
أهنتني,شتمتني,كذبت علي بالسؤ ضدي ,احتقرتني أمام الناس , صغرتني في عيون أعدائي . كنت وضيعا ً في نظرك فجدفوا علي بسببك , تركت طرقي , قاومتني , كلفتني أن أحتمل مالم أنتظره منك . أخزيتني كثيرا ً جدا.ً
هذا كله لا أحسبه عليك لأنك فعلته بجهل في عدم إيمان .
نزلت من سمائي آخذا ً صورة عبد ٍ صائرا ً في شبه إنسان ,واذ وجدت في الهيئة كإنسان ,افتقرت وأنا الغني , وأنا منبع الخيرات,عطشت ولم أجد من يسقني وأنا خالق الأنهار , لم يكن لي أين أسند رأسي , بينما جعلت للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكارا ً . رثيت لحالك , وبكيت عليك كثيرا ً, جاهدت من أجلك مرارا ً , فكان الجزاء أن قبض علي وحوكمت ظلما ً وحسدا ً مع أني لم أفعل شرا ً ولم يكن في فمي غش
لطموني, وبالجلدات مزقوا جسدي , وحتى شعري لم يستحوا عن نتفه بالعنف, نزعوا ثيابي واستهزأوا بي , ضفروا إكليلا ً من الشوك تجوا به رأسي , كانوا يسجدون لي بسخرية , بصقوا في وجهي ثم أخذوا قصبة وضربوني على رأسي , فانغرس الشوك في جبيني , وعلى خشبة العار طرحوني , وثقبوا يدي ورجلي وبالمسامير ثبتوها ورفعوني لكي يراني الجميع .
فكنت كشاة تساق إلى الذبح, وكنعجة ٍ صامتة ٍ أمام جازيها لم أفتح فمي وكأني قطعت من أرض الأحياء ,
وكالماء انسكبت , انفصلت كل عظامي, صار قلبي كالشمع ذاب وسط أمعائي , يبست مثل شقفة ٍ قوتي, ولصق لساني بحنكي , سقوني الخل والمر , لعنوني فباركتهم ,وطلبت لهم غفرانا ً ورحمة .
فتشت عن محبي فلم أجدهم , الكل تركوني _ هذا كله احتملته من أجلك لأني احبك ,
فهل تحتقر محبتي ؟؟؟؟؟؟
اقترب مني ولا تخف , لأني احب راحتك , وأرجو سلامتك وأشتاق لعشرتك لأنها طيبة وحلوة لقلبي , فأنت مذ تركتني وأنا أترقب عودتك لأن لذتي مع بني الإنسان .
تعال,فإني مخلصك , سلمني قلبك أرده لك جديدا ً , أعطني حياتك انقلك من الظلمة إلى النور , ومن الموت إلى الحياة , أجعلك ابنا ًً لله , ووارثا ً معي في مجدي وملكوتي , فيتحول نوحك إللى فرح ويأسك إلى رجاء , وهمك إلى تعزية , وخوفك إلى إطمئنان , وأضع ترنيمة جديدة في فمك .
أعولك , وفي أيام الجوع أشبعك,فلا تخشى من خوف الليل , ولا من سهم يطير في النهار , ولا من وباء يسلك في الدجى , ولا من هلاك يفسد في الظهيرة , يسقط عن جانبك ألف وربوات عن يمينك وإليك لا يقرب ,
لأني معك فأنجيك وأحيط بك وأضمك إلى قلبي , وأضع شمالي تحت رأسك ويميني تعانقك .
أحميك من عدو الخير , وأرد سهامه إلى قلبه , وأسحقه تحت قدميك ثم أختم حياتك بأيام صالحة مباركة سعيدة وإلى مجدي آخذك , بجواري تجد الغنى والراحة والسلام .
هل تحتقر محبتي ؟؟؟؟؟؟
تعال الآن ولاترفض دعوتي هذه المرة لأني في انتظارك .....المحب_____ يسوع