ابني الحبيب...
كيف حالك؟ انتظرتك طويلا لكنك لم تأتي، لقد وعدتني أن تبقى معي دائما وأن لا تمل من محادثتي لكنك طوال اليوم لم تكلمني ولو بكلمة واحدة...
انتظرتك طويلا يا (...)
انتظرت طوال الليل حتى يأتي النهار وتستيقظ لكي أتكلم معك، وعندما استيقظت فرحت جدا، وقلت: بالتأكيد سأكون أنا أول شخص تتكلم معه اليوم لكن هذا لم يحدث، لأنك انشغلت بغسل وجهك وبأخذ فطورك ثم استعجلت وارتديت ملابسك وذهبت إلى عملك، وكنت طوال هذا الوقت انتظرك لتقول لي فقط "صباح الخير يا أبي،" لكنك لم تفعل، ومع هذا أنا لم احزن منك ولا غضبت بل بقيت بانتظارك.
انتظرتك....
بينما كنت تعمل، كنت أقول بين لحظة وأخرى الآن سيكلمني وبقيت انتظر بينما أنت تشرب القهوة تارة وبينما تشتغل تارة أخرى، وأنا أتحرق شوقا لسماع صوتك تحدثني، وعندما انتهى دوامك وحان وقت خروجك من العمل فرحت جدا وقلت الآن بالتأكيد ستحدثني عن يومك وتخبرني بكل شيء لأنك لم تستطيع طوال الوقت بسبب انشغالك، لكنك لم تكلمني ولو حتى بكلمة واحدة، لكني ومع كل هذا بقيت بانتظارك.
انتظرتك طويلا...
عندما وصلت للمنزل قلت بالتأكيد ستكلمني الآن وتشكرني لأني حميتك طول الطريق لكي لا تتعرض لأي حادث، لكنك أيضا هذه المرة لم تفعل، لأنك انشغلت بالتكلم مع أصدقائك للتخطيط إلى أين ستخرجون اليوم للترفيه عن أنفسكم، ففرحت جدا وقلت بأنك بالتأكيد ستكلم أصدقائك عني، وانتظرت بفارغ الصبر حتى اجتمعت مع أصدقائك، وبقيت انتظر حتى تذكرني وتخبرهم كم احبك لكنك نسيتني مرة أخرى، ومع هذا لم افقد الأمل وبقيت انتظر.
انتظرت وانتظرت... لكنك لم تأتي.
وعندما انتهى اليوم وذهبت للنوم واسيت نفسي وقلت بأنك تعبت طول اليوم لكنك بالتأكيد الآن ستقول لي "تصبح على خير يا أبي،" لكنك لم تفعل... وبقيت هكذا انتظر... وانتظر... لكنك لم تأتي.
ومع هذا سأبقى انتظرك، هل تعلم لم؟ الجواب بسيط جدا
لأنني "أحبـــــــــك"
والدك "يسوع