منتدى العريس المنتظر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى العريس المنتظر


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلجروب العريس المنتظردخول

 

 كتاب عروس الحمل بقلم هاملتون سميث باقى الجزء الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Nano
Admin
Nano


عدد الرسائل : 911
تاريخ التسجيل : 09/09/2008

كتاب عروس الحمل بقلم هاملتون سميث باقى  الجزء الثالث Empty
مُساهمةموضوع: كتاب عروس الحمل بقلم هاملتون سميث باقى الجزء الثالث   كتاب عروس الحمل بقلم هاملتون سميث باقى  الجزء الثالث I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 22, 2009 4:23 pm

ثم نرى بعد ذلك عمل الروح. كان العبد قد وجد العروس التي من عشيرة اسحق، فميزها عن كل البنات بأقراط الحلي والسوارين وأيقظ عواطفها لإسحق كما أعطاها أشياء جميلة من اسحق. والآن يقودها إلى اسحق (ع54- 60).

قال العبد « اصرفوني لأذهب إلى سيدي ». كان قد أتى إلى أرام النهرين ليأخذ العروس وبعدما أتم هذه الغاية أراد الانصراف. إنه لم يأتي ليتعطل ويبقى في أرام النهرين. إن فكر العبد أن يتخذ العروس ثم يترك المشهد ويرجع إلى سيده. إنه لم يحصل على العروس ليبقيها في بيتها القديم، بل بعدما حصل عليها يقودها إلى بيتها الجديد. وكان أمراً مباركاً أن يجعل لرفقة نفس الفكر. كان يتوق إلى الرحيل والوصول إلى اسحق وأوجد أيضاً نفس الرغبات في قلب رفقة. أراد أن ينصرف وكذلك رفقة أيضاً. أما أهلها فإن كانوا قد عرفوا رغبته في أن يذهب العبد إلى سيده ولكنهم أرادوا أن تتعطل رفقة على الأقل عشرة أيام. ولذلك دعوا الفتاة وسألوها شفاهاً لكي يكتشفوا مدى تأثير العبد عليها وكيف أن فكره قد شكّل فكرها، فهو قد تاق للرحيل وكانت هي أيضاً مستعدة لذلك.

فإذا سمحنا للروح القدس أن يتخذ طريقه فينا ولم نعوقه فإنه يشكّل أفكارنا بحسب فكره. نفكر مثلما يفكر هو عن المسيح، ونخلع قلوبنا عما ليس للمسيح وأن نرتبط بالمسيح حيث هو الآن.

لم تكن رفقة يتيمة بل كان لها الأب والأم والبيت في أرام النهرين مع ثروة وممتلكات في أرض ميلادها. ولكي ما تتمتع بهذه البركات لم تكن في حاجة لترك أرض ميلادها وتواجه رحلة البرية. وبالرغم من كل هذا تركت الكل ونسيت شعبها وبيت أبيها وواجهت رحلة البرية لتصل إلى شخص لم تراه. فهذه هي القوة الجبارة الجاذبة لشخص عندما يستيقظ فيه الإيمان والعواطف.

وبنفس الطريقة فإن الروح القدس قد أتى ليستحضر قلوبنا تحت التأثير لمحبة المسيح التي تحصرنا، إنه هنا ليأخذ مما للمسيح ويرينا إياه. إنه هنا ليقودنا إلى أمور الله العميقة- الأشياء التي قيل عنها « لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ». إنه قادر أن يشددنا في الإنسان الباطن، ليحل المسيح بالإيمان في قلوبنا ونحن متأصلون ومتأسسون في المحبة لنستطيع أن ندرك مع جميع القديسين ما هو الطول والعرض والعمق والعلو، ونعرف محبة المسيح الفائقة المعرفة.

كل هذا هو قادر ومستعد أن يفعله. فلماذا نحن قليلي الالتصاق بالمسيح وعواطفنا ضعيفة من نحوه؟ ألسنا متعوقين؟ قال العبد « لا تعوقوني » أفلا يجب أن يكون هذا الصوت قوي لنا، قد نقول لا يمكننا أن نتمتع بهذه الأشياء بعيداً عن عمل الروح وليس بمقدورنا أن نقوم نحن بعمل الروح، هذا صحيح ولكن للأسف فإننا نعوق عمل الروح فعندما نلتصق بالعالم وبسياسته وبمعتقداته الدينية ومسراته، عندما نستغرق في الأشياء حتى الصحيحة- المدينة والعشيرة وبيت الآب- فنحن نعوق الروح القدس.

وسواء سمحنا للعالم أن يعوقنا أم لا فهذا يعتمد لا على العالم بل على أنفسنا. لقد أراد الأخ والأم أن تبقى رفقة معهم أياماً، وهذا جعلهم يقولون « ندعو الفتاة ونسألها شفاهاً ». فإذا كانت إجابتنا مثل رفقة « أذهب » عندئذ يؤثر الروح بقوة شديدة في قلوبنا حتى أن كل قوة وجاذبية العالم لا تقدر أن تعوقنا.

وبعد ذلك « قامت رفقة... وتبعن الرجل ». لقد وضعت نفسها تماماً تحت قيادة الرجل، والنتيجة « فأخذ العبد رفقة ومضى » (ع61). لم يكن طريقها بل مضت في طريقه. ونحن لسنا دائماً مستعدين أن نمضي في طريق الأرواح لأنه طريق يضاد إرادة الجسد تماماً. ولذلك نفعل حسناً إذ نتذكر أن اتباع قيادة الروح لا يعني ما يسمى بالنور الداخلي، بل إن اتباع الروح هو السير بحسب المكتوب. إن الروح لا يقود بعيداً عن الكلمة ولا مضاداً للكلمة.

والنتيجة المباشرة لاتباع الرجل أن رفقة وجدت نفسها في مشهد البرية، فلم يعد لها بيت لابان ولا بيت اسحق. وهكذا مع نفوسنا كما قال واحد « ليست لنا بعد الأرض التي نحن فيها، ولا السماء التي سنذهب إليها ». وعلى كل حال فقد سارت في رحلة البرية حوالي 400 ميل وأمامها مشهد براق، ومعهما في الطريق العبد الذي يتحدث إليها عن أمور اسحق ويريها لها. وفي النهاية فإن الشخص الذي اكتسب قلبها كان ينتظر وصولها لكي يأخذها لنفسه.

وفي ختام هذه القصة الجميلة يأتي اسحق شخصياً ويتبدى في المشهد. وفي كل مشاهد البرية لم يكن اسحق يتخذ دوراً ملموساً مع أنه لم يكن غير مدرك لكل ما حدث. إنه أتى من بئر لحى رئى- وهي كلمة ذات معنى عميق أي بئر ذاك الذي هو حي ويُرى (تك16: 14). وكم هو حلو أن نعرف ونحن سائرين في الطريق أنه في نهاية الرحلة سنجد ذاك الذي لم يكن غير مبالٍ بشعبه. إنه يرى ويحيا- نعم والكلمة هي « حي في كل حين » أو « حي إلى الأبد » (عب7: 25).

وبعد ذلك أتى اسحق لملاقاة رفقة، فسألت: « من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا؟"
نحن نسافر إلى هذا الاجتماع العظيم ولكن ليتنا لا ننسى أنه سيأتي للقائنا. والصورة تستحضر اسحق كمن كان ينتظر ويطلب عروسه. إن رغباتنا من نحو المسيح غالباً ما تكون ضعيفة ولكن أشواقه من نحو عروسه إذ يقول « إن مضيت آتي أيضاً وآخذكم إليّ ».

إن وقت الاجتماع هذا ليس بعيداً ففي النهاية ترفع رفقة عينيها وترى اسحق فنـزلت عن الجمل إذ انتهت الرحلة. وفي النهاية عندما نراه وجهاً لوجه تكون الرحلة قد انقضت. ولن يطول السفر فالليل انقضى والنهار وشيك. وإذ تأتي اللحظة فإن اختطافنا لن يطول فهي طرفة عين ونكن هناك.

وبعد لقاء رفقة أخذت البرقع وتغطت. وهيأت العروس نفسها وتم العرس. « وأخذ رفقة فصارت له زوجة وأحبها ». هكذا أيضاً بعد أن نصل إلى نهاية رحلة البرية، بعد الاجتماع العظيم عندما نراه لأول مرة وجهاً لوجه ويأخذنا لنفسه، نقرأ « عرس الخروف قد جاء وامرأته هيأت نفسها ». وستُستحضر الكنيسة للمسيح بكل مجدها ولا دنس فيها ولا غضن ولا شيء من مثل ذلك- « مقدسة وبلا عيب ». عندئذ سيظهر أن المسيح قد وجد غرضه الذي يناسب محبته ويتجاوب مع محبته وسيشبع. وسينظر إلى عروسه ويقول « أنا مكتفي" « يرى من تعب نفسه ويشبع ».

إن هذه المناظر المجيدة التي أمامنا تجعل كل مباهج العالم تخفت، فجمالها زائف وغناها فقر ومسراتها باطلة وأمجادها فارغة في نور الأمجاد الآتية.
كتاب عروس الحمل بقلم هاملتون سميث باقى  الجزء الثالث Star025
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nano.3rab.pro
 
كتاب عروس الحمل بقلم هاملتون سميث باقى الجزء الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى العريس المنتظر :: كتب دينية مسيحية :: كتب مسيحية-
انتقل الى: